تأليف: جان مارك مورا
الراوي: مشروع كلمة للترجمة
المدة: 0 ساعة 47 دقيقة
الفئة: أدب ونقد
في نهاية ربيع 1919، اختفت الإنفلونـزا الإسبانيّـة مـن دون أن يفهـم أحـد لمـاذا، وكيف. «السيّدة الإسبانيّـة» احتجبت عن الأنظار... في السنوات التالية لوحظ أنّها أصابت نصف سكّان العالم وفتكت بعددٍ يتراوح بين أربعين مليون شخص وخمسين مليون. حتّى أنّ الحرب العالميّـة الكبرى، التي قُتل فيها ثمانية عشر مليون شخص، كانت هزيلة بالمقارنة مع ما أمكن نعتُه يوماً بأكبر كارثـة طبيّـة فـي كلّ العصور. في الواقع، وكما لاحظ أحد علماء الجراثيم، تعدّ الحرب حادثة بسيطة يصنعها غباء الإنسان على هامش المعركة الأكثر فتكاً التي يخوضها منذ الأزل ضدّ الجراثيم. نُسيَ أمر الوباء. قيل إنّ أصله كان طبيعيّاً وإنّه في مكانٍ ما في أوروبا أو في آسيا أو في أميركا تحوَّرَ فيروس الإنفلونزا ليصبح قاتلاً، وإنّ الأجسام الحيّـة التي أضعفتها الحرب، وكذلك عمليّات النّزوح الهائلة التي أعقبت الهدنة سمحَت له بالانتشار في جميع أنحاء العالم. أمّا في ما يتعلّق بمعرفة أين ومتى بدأ فهذا أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قشّ بحجم الكوكب.
-